تصفية المكينة هل أنت بحاجة للقيام بها بشكل دوري؟
يعتقد معظم سائقي السيارات اليوم بأن تصفية المكينة عملية مهمة ويجب القيام بها كل 80.000 كم أو 100.000 كم لكي يطيل عمر المحرك لأطول فترة ممكنة.
عادةً توصي العديد من مراكز الصيانة بالقيام بعملية تصفية المكينة حيث تحافظ حسب قولهم على سير مركبتك بسلاسة وأمان على الطريق لمسافة أطول بكثير مقارنة بعدم إجراءك لها.
توصي العديد من مراكز الصيانة بالقيام بتصفية المكينة في الحالات التالية:
- خروج دخان اسود من الشكمان .
- تفتفة وتقطيع بالمكينة .
- عدم ثبات دورات المحرك RPM .
- ضعف عزم وتسارع المكينة .
- زيادة صرفية البنزين .
حقيقة الأمر هل أنت بحاجة إلى القيام بعملية تصفية المكينة على فترات محددة للحفاظ على مكينة سيارتك ؟ وهل هذا الأمر توصي به الشركة الصانعة أو تم ذكره من خلال دليل المالك الخاص بسيارتك ؟
هذا ما سنحاول تناوله في هذه المقالة لتوضيح مدى أهمية واحتياج عملية تصفية المكينة لسيارتك.
ما هي تصفية المكينة؟
تصفية المكينة عبارة عن عملية يتم من خلالها تغيير أو تنظيف عدة أجزاء داخل محرك السيارة بأحد مراكز الصيانة كل 80.000 كم كما يلي:
- أولاً: تغيير فلتر الهواء
يعد فلتر الهواء من أهم القطع الاستهلاكية في السيارة التي تحتاج إلى تغيير باستمرار حيث ينظف الفلتر الهواء الذي يدخل إلى المحرك ويلتقط الجزيئات التي يمكن أن تتلف أجزاء المحرك الداخلية وبمرور الوقت سيصبح الفلتر متسخاً أو مسدوداً ويعيق تدفق الهواء.
إلى جانب ذلك يجب تغيير فلتر الهواء عندما يتسخ بدرجة كافية لتقييد تدفق الهواء إلى المحرك ويعتمد وقت حدوث ذلك على مكان القيادة ومقدارها، كما يجب عليك دائماً فحصه عند كل تغيير لزيت المحرك.
لذلك إذا كنت تقود سيارتك بشكل متكرر في منطقة صحراوية أو ترابية فربما ستحتاج إلى تغييره أكثر مما لو كنت تعيش في المدينة علاوة على ذلك تنصح الشركات المصنعة للسيارات بتغيير فلتر الهواء كل 20.000 كم لمنطقة الشرق الأوسط.
- ثانياً: تغيير البواجي
البواجي أو شمعات الإشعال أحد القطع الاستهلاكية في السيارة وهي عبارة عن مكونات توفر التيار الكهربائي لاشعال الخليط المضغوط من الهواء والوقود في كل سلندر داخل محرك الاحتراق الداخلي الذي يعمل بالبنزين.
قديماً كانت تصنع الأقطاب الكهربائية من النحاس أو البلاتين ولكن اليوم يتم تصنيعها من مادة الايريديوم أو الروثينيوم التي تستمر بالعمل لفترات طويلة جداً.
تختلف الفترات التي يجب فيها تغيير بواجي السيارة وذلك حسب الشركة المصنعة، معظم الشركات ألان توصي بتغيير شمعات الإشعال المصنوعة من الايريديوم أو الروثينيوم كل 120.000 – 165.000 كم في ظروف القيادة العادية.
لذلك لا حاجة لتغييرها تحت بند “تصفية المكينة” حتى تبدأ في التعطل وتصبح أقل قدرة على انتاج الشرارة وتظهر عليها اعراض التلف مثل زيادة صرفية البنزين أو التفتفة.
إلى جانب ذلك من الأمور المهمة التي يتم التغاضي عنها هي فجوة الشرارة GAP حيث أنه يجب ضبط فتحة شمعات الاشعال حسب المواصفات الموصى بها من قبل الشركة الصانعة قبل تركيبها.
- ثالثاً: تغيير الكويلات
الكويل (Ignition Coil) أو ما يعرف بمولد الشرارة وهو جزء من نظام الاشعال في السيارة.
تتكون الكويلات الحديثة بشكل أساسي من قلب حديدي وحزمة الملف الأساسي والملف الثانوي يتم تجميعها داخل غلاف بلاستيكي ثم يتم ملؤها بمادة عازلة.
عموماً تحتوي معظم السيارات حالياً على كويل مفرد لكل سلندر يتم تثبيتها مباشرة فوق البواجي.
من المفترض أن تدوم كويلات السيارة إلى أكثر من 160.000 كم لذلك لا حاجة لتغييرها حتى تبدأ في التعطل وتصبح أقل قدرة على نقل الطاقة وتظهر عليها اعراض التلف مثل زيادة صرفية البنزين أو التفتفة أو التآكل.
عند فحص كمبيوتر السيارة سيوضح كود العطل السلندر الذي لا يعمل بها الكويل بشكل جيد لذا يفضل تغيير الكويل التالف فقط وعدم اهدار المال بشراء طقم كامل مكون من 4 أو 6 أو 8 كويلات لست بحاجة إليهم.
- رابعاً: تغيير فلتر البنزين
يعد تغيير فلتر البنزين عند المسافة المقطوعة بالكيلو متر هي الطريقة المعتادة لتحديد وقت تغييره.
بالنسبة للسيارات الحديثة عادةً يستمر الفلتر لفترة أطول قبل الاستبدال، حيث تخبرك معظم الشركات المصنعة للسيارات بتغيير فلتر البنزين ما بين 60.000 كم – 140.000 كم.
ولكن بعض الشركات المصنعة لا تحدد فترة زمنية أو لديها فترة زمنية عالية جداً أو حتى قد تخبرك بأن صفاية البنزين لا تحتاج إلى استبدال لذلك أفضل شيء تفعله هو اتباع توصية الشركة المصنعة التي يمكن العثور عليها عادة في دليل المالك.
- خامساً: تنظيف البخاخات
عندما يتعلق الأمر بتنظيف بخاخات السيارة فهناك بالتأكيد بعض المفاهيم والمعلومات الخاطئة منتشرة لدى فئة كبيرة من الناس.
يوصي دليل المالك عادةً بتنظيف بخاخات السيارة كل 10,000 كم – 30,000 كم عبر إضافة سائل تنظيف متخصص إلى خزان الوقود ولكن العديد من الناس يرى أن هذه الطريقة غير مفيدة وقد تتسبب باستهلاك الكثير من الوقود كما أنها مهدرة للمال.
من ناحية أخرى يعد التنظيف بواسطة جهاز تنظيف البخاخات من أفضل الطرق الآمنة والتي تعمل على ازالة الرواسب الكربونية المتجمعة.
لذلك تعمل بعض مراكز الصيانة على تنظيف البخاخات عند عمل تصيفة المكينة عبر جهاز متخصص يقوم بتوصيل حاقنات الوقود وتشغيل سائل التنظيف عبر النظام بدلاً من استخدام الوقود وبهذه الطريقة يمكن إجراء تنظيفاً أكثر شمولاً والتأكد من عودة البخاخات إلى حالتها الأصلية.
- سادساً: تنظيف حساس الهواء
حساس الهواء أو جهاز استشعار تدفق الهواء (MAF Sensor) وهو جهاز يستشعر تدفق كتلة الهواء يستخدم لتحديد معدل تدفق الهواء الداخل إلى محرك الاحتراق الداخلي المحقون بالوقود.
في كثير من الأحيان تحدث المشاكل المرتبطة بالمستشعر بسبب تراكم الأوساخ والأتربة حيث يؤدي تراكم الجسيمات الصغيرة بمرور الوقت إلى ضعف أداء الحساس ويمكن تنظيف حساس الهواء باستخدام بخاخ خاص لتنظيف الإلكترونيات.
إلى جانب ذلك يعد الاهتمام بالصيانة الدورية لفلتر الهواء واستبداله كل 20.000 كم أمراً هاماً لاطالة العمر الافتراضي للمستشعر والمحافظة عليه.
- سابعاً: تنظيف وبرمجة الثروتل
تنظيف الثروتل وهو من أكثر الأمور التي يتم التعامل معها بشكل خاطئ من قبل الكثير من الناس.
يمكن أن يعمل الثروتل الإلكتروني لفترة طويلة جداً دون الحاجة إلى صيانة خاصة عند الاهتمام بالصيانة الدورية لفلتر الهواء واستبداله كل 20.000 كم.
إلى جانب ذلك يفضل تنظيف الثروتل (بوابة الهواء) عبر استخدام منظف خاص بالثروتل سريع التبخر وعدم استخدام بخاخ ACDelco أو W-40.
تستخدم مراكز الصيانة في القائمة الخاصة بهم لتصفية المكينة مواداً خاصة لتنظيف الثروتل لذلك قد تكون هذه العملية مفيدة جداً عندما تواجه مشاكل مثل: عدم ثبات دورات المحرك RPM أو زيادة صرفية البنزين وتفتفة المكينة.
- ثامناً: تنظيف ثلاجة المكينة
ثلاجة المكينة أو مشعب السحب (intake manifold) وهي جزء من المحرك تعمل على توزيع الهواء بالتساوي على السلندرات من أجل عملية الاحتراق لضمان كفاءة وأداء المحرك.
إلى جانب ذلك سابقاً كان يتم تصنيعها من الألومنيوم أو الحديد الزهر وذلك لمقاومتهما الشديدة للحرارة وحالياً تستخدم أغلب مصانع السيارات مشعب السحب المصنوع من البلاستيك.
تستخدم مراكز الصيانة في القائمة الخاصة بهم لتصفية المكينة مواداً خاصة لتنظيف ثلاجة المكينة بالإضافة إلى بلوف الهواء والنار وسطح البستم لذلك قد تكون هذه العملية مفيدة جداً عندما تواجه مشاكل مثل: خروج دخان اسود من الشكمان أو تفتفة وتقطيع بالمكينة.
- تاسعاً: تنظيف دبة التلوث
دبة التلوث أو دبة الرصاص أو المحول الحفاز أو الكتلايزر (Catalytic Converter) بمختلف أسماءها فهي تلعب دوراً أساسياً ومهماً في الحد من تلوث الهواء وتكمن وظيفتها الرئيسية في التحكم في انبعاثات الشكمان وذلك بتقليل الغازات والملوثات السامة القادمة من المحرك إلى ملوثات أقل سمية وذلك بتقليل مستويات أكسيد النيتروجين والهيدروكربونات وأول أكسيد الكربون.
تستخدم مراكز الصيانة بالقائمة الخاصة بهم لتصفية المكينة مواداً خاصة لتنظيف دبة التلوث لذلك قد تكون هذه العملية مفيدة جداً عندما تواجه مشاكل مثل: خروج دخان اسود من الشكمان أو زيادة صرفية البنزين وضعف تسارع المحرك.
- عاشراً: غسيل المحرك من الداخل (فلاش انجن)
غسيل المكينة من الداخل أو الفلاش انجن Flush Engine عبارة عن مادة كيميائية مصممة لتنظيف الترسبات المتراكمة والحمأة وغيرها من المواد الملوثة من محرك السيارة.
يعد الفلاش انجن أحد الأمور التي اصبح العديد من مالكي السيارات مهووساً به إلى جانب ذلك أصبحت العديد من مراكز الصيانة تضيفه إلى قائمة تصفية المكينة الخاصة بها كنوع من الصيانة الوقائية!
تبدأ العملية بصب المادة كيميائية في منفذ ملء الزيت وجعل المحرك يعمل لمدة تتراوح بين 10 و 15 دقيقة حيث يمتزج مع الزيت ويدور خلال المحرك مما يساعد على إذابة الحمأة وتنظيف الرواسب وبعد ذلك يجب تصريف الزيت وتغيير فلتر الزيت وإضافة زيت وسيفون جديد.
في الحقيقة يمكن أن يعمل غسيل المكينة من الداخل في تفكيك الرواسب وإذابة الحمأة مما يساعد على إعادة حالة المحرك إلى سابق عهده ولكن الاضرار التي ستحصل عليها اكبر من ذلك بكثير.
في معظم الحالات لا تحتاج إلى غسيل المكينة من الداخل (فلاش انجن) طالما أن سيارتك تعمل بشكل جيد وتتبع جدول الصيانة الموصى به.
لا توصي معظم الشركات الصانعة للسيارات بالقيام بما يسمى “غسيل المكينة” أو استخدام أي مواد كيميائية لتنظيف الترسبات المتراكمة والحمأة وغيرها من المواد الملوثة من محرك السيارة بل تحذر وبشدة من أن استخدامها قد يتلف المحرك.
اقرأ ايضاً: اضرار غسل المكينة من الداخل (الفلاش انجن) .
متى تحتاج إلى تصفية المكينة؟
في الحقيقة تصفية المكينة مصطلح قديم وليس وليد اللحظة فقد كان يتم التعامل بهذا المصطلح منذ أكثر من 20 عاماً تقريباً حيث كانت أجزاء المحرك يتم تغييرها أو تنظيفها بشكل أسرع مما هو عليه ألان.
أضف إلى ذلك كان في السابق بحسب دليل المالك في كثير من السيارات يجب تغيير البواجي واسلاك البواجي وفلتر البنزين في وقت واحد كل 40.000 كم تقريباً كما كان يجب تنظيف البخاخات والثروتل بسبب اتساخهم بسرعة كبيرة حينها.
مع التطور الكبير في صناعة السيارات اختلف هذا الأمر واصبحت العديد من أجزاء المكينة تستمر بالعمل لفترات طويلة جداً، على سبيل المثال : معظم الشركات اليوم تستخدم في سياراتها بواجي الايريديوم والتي يمكن أن تستمر بالعمل بكفاءة لمدة 10 سنوات متواصلة أو إلى 165.000 كم .
للأسف ما زال البعض يتبع المدرسة القديمة ويقوم بتصفية المكينة كل 80.000 كم معتقداً أنها الطريقة الوحيدة لكي يحافظ على كفاءة محركه .
جديرٌ بالذكر؛ جميع شركات السيارات اليوم بما فيهم الشركات الأمريكية والأوربية والكورية واليابانية توصي بتغيير بواجي الايريديوم بعد قطع مسافة 120.000 كم على الأقل بالإضافة إلى أن تغيير فلتر البنزين يكون بين 60.000 – 140.000 كم حسب دليل المالك لكل سيارة .
علاوة على ذلك لا توصي أي شركة بالقيام بما يسمى “تصفية المكينة” أو اضافة أي مواد كيميائية لتنظيف أو غسيل المحرك من الداخل وتحذر من هذا الأمر وبشدة، بالإضافة إلى أنه لا يوجد فترات صيانة محددة لتنظيف البخاخات والثروتل وثلاجة المكينة ودبة التلوث.
إلى جانب ذلك توصي معظم الشركات الصانعة باضافة سائل تنظيف دورة الوقود كل 10 – 30 ألف كم أو كل 6 أشهر كصيانة وقائية والتي تساعد على التخلص من الرواسب الطفيفة بالإضافة إلى الحماية من تراكم الأوساخ الإضافية خاصة لتلك المحركات التي تعمل بنظام الحقن المباشر GDI.
أخيراً نوصي باتباع جدول الصيانة الموجود بدليل المالك الخاص بسيارتك فمن خلاله ستتمكن من الحفاظ على المحرك لأطول فترة ممكنة وبأقل التكاليف دون الحاجة إلى القيام بعملية دورية تسمى “تصفية المكينة“.
ختاماً قمنا بتوضيح اكثر المعلومات الضرورية لك في هذا المقال والمتعلقة بتصفية المكينة لتكون على معرفة بها وتحديد المكونات التي ستحتاج إلى اصلاح.
للاطلاع على مقالات أخرى مشابهة يمكنك تصفح موقع كارسيرف لمواكبة كل ما هو مفيد في عالم ميكانيكا السيارات والاشتراك على قناة التليجرام الخاصة بنا.
ايضاً ننصحك بقراءة مقال خارطة لاصلاح مشاكل تشغيل السيارة لمزيدٍ من الفائدة.